"فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين "المعنى فاسألهم هل لإلهك الإناث ولهم الصبيان ؟هل أنشأنا الملائكة بناتا وهم حاضرون ؟ألا إنهم من كذبهم ليقولون أنجب الله وإنهم لمفترون اختار الإناث على الذكور ما لكم كيف تقضون ؟أفلا تفهمون؟أم لكم وحى عظيم فجيئوا بوحيكم إن كنتم عادلين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يستفتى والمراد أن يسأل الناس ألربنا أى هل لخالقنا البنات وهى الإناث ولكم البنين أى الصبيان ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لم يختر البنات له ويعطى الذكور لهم ،وأن يسألهم هل خلق أى أنشأ الله الملائكة إناثا أى بناتا وأنتم شاهدون أى حاضرون لخلقهم؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الملائكة ليسوا بناتا وأنهم لم يحضروا خلقهم حتى يقولوا ذلك،ويبين الله له أن الكفار من إفكهم وهو كذبهم على الله يقولون :ولد الله أى أنجب الرب وهذا يعنى أنهم يزعمون أن الله له أولاد منهم الملائكة البنات وهم فى قولهم كاذبون أى مفترون والمراد ناسبون إلى الله الباطل،ويسأل الله اصطفى البنات على البنين والمراد هل فضل الله الإناث على الذكور ؟ما لكم كيف تحكمون أى تقضون؟أفلا تذكرون أى أفلا تفهمون؟والغرض من الأسئلة هو إخبارهم أن حكمهم وهو قضائهم أن الله فضل البنات على البنين حكم باطل إذا كانوا يفهمون ،ويسأل الله أم لكم سلطان مبين أى هل لكم وحى عظيم يدل على ما تقولون ؟ثم يطلب منهم أن يأتوا بكتابهم والمراد أن يحضروا وحيهم المنزل عليهم من الله بذلك إن كانوا صادقين أى محقين فى قولهم والغرض من القول هو إخبارهم أن ليس معهم دليل من عند الله على صحة قولهم والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص) ومنه للناس .